سلبيات التعليم عن بعد

سلبيات التعليم عن بعد

لقد قدّم التعليم عن بُعد الكثير من الفوائد للعالم على مدى السنوات الماضية، فكارثة كوفيد-19 كانت كفيلة بتدهور عملية التعليم لمدة طويلة، ولكن إتاحة التعليم أونلاين وفّر على الكثيرين الوقت والجهد، وجعل عملية التعلم أسهل؛ فأصبح الوصول إلى الأساتذة والأقران فوري، وأسهل، وعملية التعلم مرنة جدًا، فيمكنك التعلم في أي مكان وفي أي وقت، وعدا عن توفير الجهد المبذول في التنقل إلى الجامعات والمصاريف الزائدة في هذه العملية. ولكن من الجانب الآخر، يواجه هذا النوع من التعلم الكثير من التحديات، على الرغم من الفوائد. لنرى ما هي سلبيات التعليم عن بعد في هذا المقال.

صعوبة تقديم ملاحظات المعلم للطلاب بشكل فوري

الملاحظات التي يقدمها المعلم لطلابه خلال الفصل، تؤثر بشكل إيجابي في عملية التعلم، سواء كانت ملاحظات إيجابية أو سلبية عن الطالب ذاته، أو حتى المناقشات مع طالب محدد في سؤال محدد. في الفصول الدراسية الحقيقية التقليدية، يمكن للمدرّس توجيه الملاحظات الفورية للطلاب، ومن جهة أخرى، يستطيع الطلاب بكل بساطة السؤال الفوري عن أي مشكلة تواجههم في المنهج، وحلّ المشكلة فور حدوثها، أو المناقشة أثناء ساعات المناقشة المخصصة لهذا الأمر بعد الدرس، وهنا يأتي التعليم عن بعد ليؤثر سلبًا في هذه النقطة.

يجعل التعليم عن بعد أمر تقديم ملاحظات شخصية للطلاب صعبًا، وخاصة بعد التقييمات والنتائج الدراسية، هنا ينتظر الطالب فرصة التحدث إلى أستاذه لمناقشة الأغلاط والمشكلات. لا يمكن القيام بذلك في التعليم أونلاين. يحاول المسؤولون حلّ هذه المشكلة، وإحدى الحلول المطروحة هي إجراء مكالمات فيديو مع الطلاب في فترة، بحيث يتم تعويض هذا الموضوع بشكل مشابه لساعات العمل المكتبية للأستاذ في الحياة الواقعية.

إقرا ايضاً : مع أفضل الجامعات …. شروط قبول التعليم عن بعد في امريكا

سلبيات التعليم عن بعد

العزلة الاجتماعية من أهم سلبيات التعليم عن بعد

هل تريد الحصول على قبول جامعي للدراسة في الخارج؟

اختر وجهة الدراسة لمعرفة شروط وتكاليف الدراسة وتقدم للحصول على قبول جامعه او معهد لغة بشكل سريع.
اختر وجهتك الان

يُمكن تخيّل مدى نقص التواصل البشري في عملية التعليم عن بعد، ففي الصفوف التقليدية، يضطر الطلاب إلى التحدث ومشاركة الآراء، وعلى الأقل، التقاء بعضهم البعض وجهًا لوجه، فالابتسامة وحدها كفيلة بكسر الكثير من الحواجز، ولكن في التعليم من وراء الشاشات، حتى لو جرت بعض المحادثات، فلا يمكنك توقع مشاعر البعض، وهو ما يسبب جفافًا في أشكال الأحاسيس والتعامل البشري.

إضافة إلى ما سبق، إن البُعد ونقص التفاعل بين الطلاب وحصر المشاهدة في شاشة الكترونية، يؤثر على صحة الطالب العقلية؛ فيمكن أن تؤدي إلى القلق والتوتر والأفكار السلبية. لربما أفضل ما يمكن فعله هو الحرص على متابعة الطلاب وحالتهم فردًا فردًا، ويمكن تجربة تخصيص أوقات للتواصل الاجتماعي الحقيقي، أو حتى عبر مجموعات الدردشة.

فقدان التحفيز الذاتي وصعوبة إدارة الوقت

لا يزال الافتقار إلى التحفيز الذاتي أحد أهم سلبيات التعليم عن بُعد، وأحد الأسباب الرئيسية لفشل الطلاب في إكمال الدورات التدريبية عبر الإنترنت. كيف يحصل ذلك ولمَ يفقد الطالب التحفيز؟ ببساطة، في الفصول الدراسية التقليدية، هناك العديد من العوامل والأسباب التي تدعم الطلاب وتدفعهم للمثابرة والالتزام بالدوام لاستمرار العملية التعليمية، وأهمها التواصل مع الأساتذة وجهًا لوجه، والأنشطة المحفزة والتنافس الشريف بين زملاء الدراسة، والتواصل مع الأصدقاء في الدراسة، وإلى جانب كل ذلك، صرامة موضوع الحضور والالتزام، كل ذلك يعمل في اتجاه تحفيز الطالب ومساعدته على إدارة وقته.

في بيئة التعليم عن بعد، العوامل المحفّزة قليلة جدًا، حيث لا يتواجد الأساتذة مع الطلاب، بل يُترك الطالب ليتدبر أموره الدراسية بنفسه من خلال أنشطة التعلم الخاصة به (عن بُعد)، فلا يوجد أي محفّز وأنت تحاول الدراسة من غرفتك وراء شاشة لابتوبك. وأضف إلى ذلك صعوبة إدارة الوقت، خاصة في ظل تعلّم بعض المواد الصعبة في بيئة منزلية مريحة دون أي ضغط يلزم الطالب في الحضور أو التقيد بالواجبات أو غير ذلك، لذا تراه يجد صعوبة في الالتزام بالمواعيد النهائية لأي برنامج دراسي.

إقرا ايضاً : أفضل الجامعات في الخارج لدراسة بكالوريس عن بعد

سلبيات التعليم عن بعد

الافتقار إلى روح التعاون وفِرَق العمل

نظرًا لنقص التواصل بين الطلاب والأساتذة، والطلاب بعضهم البعض، فبالتأكيد سيؤثر ذلك سلبًا على ما يُسمى “روح التعاون بين الفريق”، والتي دائمًا ما كنا نراها بين الطلاب في الصفوف التقليدية، حيث كان يتم تشكيل مجموعات عمل صغيرة، وتبادل الأفكار والمعارف، لذا فإن إحدى سلبيات التعليم عن بعد هي عدم القدرة على العمل بروح الفريق والتعاون، وهو ما يؤدي إلى بناء جيل مميز في المعرفة النظرية، ولكنه يفشل في التنفيذ العملي ونقل المعارف للآخرين. يمكن حل ذلك جزئيًا بفرض تشكيل مجموعات عمل افتراضيًا، أونلاين، ولكن لا يمكن أن يشكل هذا الحل تعويضًا جيدًا عن مجموعات العمل الحقيقية، فلا يمكن إلزام الجميع بمشاركة المعارف الكترونيًا.

منع الغش أمر صعب ومعقد هنا

ربما يُعتبر الغش من أكبر سلبيات التعليم عن بعد، فيُمكن للطلاب الغش بأكثر من طريقة في التقييمات المختلفة في الاختبارات أونلاين، فهم يجرون الاختبار في بيئتهم الخاصة، وعلى كمبيوترهم الخاص. كما وبدون نظام مُسبق للتحقق من هوية الطالب، قد يتمكن العديد من الطلاب من الاستعانة بطرف ثالث لإجراء التقييم بدلًا عنهم. وبدون كاميرا فيديو لتراقب ما يحصل، لا يمكن اكتشاف أي طريقة يسلكها الطالب للغش، عكس ما يجري في التقييمات التقليدية، والتي تضع الأستاذ موضع المراقب، وتمنع أي عملية غش محتملة.

التركيز على الممارسة النظرية

للدراسة الناجحة جانبين: النظري والعملي، وفي التعليم عن بعد، يُمكن متابعة الأسلوب النظري وفهم كل الأمور اللازمة، بينما يُعتبر التطبيق العملي والتنفيذ في بيئة التعلم الأونلاين، صعبًا نوعًا ما.

اقتصار التعليم عن بعد على تخصصات معينة

لا يمكن دراسة أي فرع حرفيًا، عبر الإنترنت، حتى هذه اللحظة التي تتم فيها كتابة هذا المقال على الأقل، وذلك بسبب ميل تخصصات التعلم عن بعد إلى أن تكون أكثر ملاءمة مع العلوم الاجتماعية والإنسانية، بدلًا من التخصصات العلمية التي تحتاج درجة معينة من الممارسة العملية، مثل الطب والهندسة. من الواضح أنه مهما اجتهدنا في القسم النظري من تخصص الطب، لا يمكن أن نصبح أطباء فعليين بدون ممارسة تشريح الجثة، ولا يمكن لأي قدر من المحاضرات النظرية أن يحلّ محل التدريب الصناعي الفعلي لمهندس

إقرا ايضاً : الدراسة في الخارج بعد البكالوريا 2022

من سلبيات التعليم عن بعد أنه يحتاج بعض الخبرة في التكنولوجيا

فلو افترضنا أنك أحببت فكرة أن تبقى في منزلك وتتعلم أونلاين، ووجدت أن الأمر مناسب لك من حيث الوقت والجهد والتكلفة، ولديك بالفعل التصميم والإرادة الكافيان للأمر، ولكنك ضعيف في علوم الكمبيوتر، ولا تعرف كيف تدور أحداث التعليم عن بعد، وكيف يقوم الطلاب بتسليم واجبات عبر الكمبيوتر، هنا سيكون أمر التعلم عن بعد حملًا لن تقدر على تحمّله. قد تستغرب عندما نقول إن هناك أمية حاسوبية في الكثير من المناطق حول العالم، ولكنها موجودة بالفعل.

هل المؤسسة التي تتعلم فيها أونلاين مُعتمدة؟

إذا أردنا اعتبار أن التعليم عن بُعد تعليمًا أصيلًا وفعّالًا مثل – أو أكثر من – التعليم التقليدي، فمن الواجب أن تكون المؤسسة أو الجامعة أو المدرسة التي تتعلم فيها عن بُعد، مؤهلة ومعتمدة من قِبل جهة رسمية. لا يزال هناك اليوم عدد كبير من منصات التعلم عن بعد غير المعتمدة، حيث يتم فيها فحص جودة جميع المواد التدريسية من قبل أي شخص غير المتخصصين أنفسهم، وهنا تعتبر المؤسسة غير مؤهلة. بسبب ذلك، يعتبر البعض أن التعليم عن بعد يفتقر إلى أدنى حقوق شرعية التعليم.

ومع ذلك، ورغم جميع سلبيات التعليم عن بعد السابقة، نرى أن هناك إقبالًا كبيرًا تجاه التعلم أونلاين، ربما بسبب سيطرة التقدم التكنولوجي على جميع مجالات الحياة، كما لا يمكننا إنكار فوائد التعليم عن بعد.

كُن صاحب أول تعليق

أكتب تعليقاً